; |
توصَّلت دراسةٌ حديثة إلى أنَّ المراهقين الذين يمارسون ألعاب الفيديو المرتكزة على المخاطرة والمجازفة قد يكونون أكثرَ ميلاً للتهوُّر في قيادة سياراتهم مستقبلاً.
وقد لاحظ الباحثون أنَّ معدَّلات التسبُّب بحوادث السيارات ترتفع لدى أولئك المراهقين، وكذلك الحال بالنسبة لمستويات العنف لديهم، وتعمُّد قيادة السيارة تحت تأثير الكحول.
في هذه الدراسة، قام الباحثون بإجراء سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع ما يقرب من 5000 مراهق على مدى أربع سنوات، بحيث تُجرَى مقابلةٌ واحدة كلَّ سنة.
قام الباحثون بسؤال المراهق عن تقييمه الشخصي لمدى بحثه عن ذاته وحب التمرُّد لديه، آخذين بعين الاعتبار جنسَ المراهق وعمره والعرق الذي ينتمي إليه ومتوسِّط دخل الأسرة ودرجة تعليمه وحالة والديه.
في المقابلة الأولى معهم، أجاب نصفُ المراهقين المستجوَبين بأنَّهم يمارسون ألعاباً مخصَّصة للبالغين دون ممانعة أهاليهم. وقد أظهرت الدراسةُ أنَّ ما نسبته 32٪ منهم يمارسون لعبة "الرجل العنكبوت Spider-Man 2"، في حين كان 12٪ منهم يمارسون لعبة "المطاردة Manhunt" و 58٪ منهم يمارسون لعبة "سرقة السيارات الكبرى Grand Theft Auto GTA 3".
جرى تصنيفُ لعبة "الرجل العنكبوت 2" على أنَّها لعبة للمراهقين، في حين كانت لعبتا "المطاردة" و "سرقة السيارات الكبرى 3" مُدرَجتين تحت تصنيف ألعاب البالغين، وذلك من قِبَل مجلس تصنيف ألعاب الفيديو.
يقول الباحثون إنَّ ممارسة تلك الألعاب مرتبطةٌ بالبحث عن الذات وبحبِّ التمرُّد، وهذا ما يدفع المراهق إلى وصف قيادته بالمتهوِّرة، ويرفع من معدَّلات تعرُّضه لحوادث السيَّارات، ومخالفات المرور، وتعمُّد قيادة السيارة تحت تأثير الكحول.
وفي المقابلة الثالثة معهم، وعندما بلغ معظمُ المراهقون سنَّ السادسة عشرة، أقرَّ 21٪ منهم أنَّ سيَّاراتهم جرى اعتراضها من قبل الشرطة، في حين أقرَّ 14٪ بأنَّهم تعرَّضوا لحادث ارتطام سيارة، واعترف 25٪ منهم باتباع سلوكيات غير آمنة في قيادة السيارة، مثل تجاوز السرعة المحدَّدة، وعدم ترك مسافة أمان مع السيارة التي تمشي أمامهم، وتجاوز الإشارات الحمراء، وعدم الالتفات لشارات التوقُّف.
يقول المعدُّ الرئيسي للدراسة جاي هول، أستاذ الطب النفسي بجامعة دارتماوث: "قد يضطرب الآباءُ عندما يسمعون بنتائج بحثنا، وكيف أنَّنا لاحظنا أنَّ هذا النمط من الألعاب كان أكثر صلةً بالمخالفات والمشاكل المرورية التي تسبَّب بها أبناؤهم في أثناء القيادة من صلتها بسلوكيات والديهم".
ويضيف البروفسور هول قائلاً: "إنَّ ممارسة المراهقين لمثل تلك الألعاب قد يؤدِّي بهم إلى تبنِّي سلوكيات تحاكي حبَّ المجازفة والتمرُّد التي يعيشونها في أثناء ممارسة اللعبة، وهو ما قد يتعدَّى في تأثيره ذلك إلى حدود أبعد، مثل دفعهم لتبنِّي سلوكيات أخطر كالتدخين أو تعاطي المشروبات الكحولية".
يشير الباحثون إلى أنَّ نتائج بحثهم قد تكون قاصرةً بعض الشيء، بسبب اعتمادها على تقييم المراهقين الذاتي لأدائهم في أثناء القيادة.
ولكن، بالرغم من أنَّ الدراسة الحالية وجدت ارتباطاً بين ممارسة ألعاب الفيديو وسلوكيات القيادة، إلاَّ أنَّها لم تثبت تلك الصلة من خلال علاقة سببٍ ونتيجة.
مواضيع مشابهة
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق